السبت، 11 ديسمبر 2021
الأربعاء، 10 نوفمبر 2021
الفرق بين الذوق والقاعدة
في عالم الجمال والأدب، هناك أذواق، وهناك قواعد.
فمثلا: لكل من الياسمين والفل رائحة عطرة جميلة. يمكن
اعتبار هذا كقاعدة.
لكن هناك من يفضل الياسمين على الفل، أو العكس.. فهذا
ذوق.
لكن أن تدعي أن لإحدى الزهرتين رائحة منفرة أو سيئة،
فهذا مرض. عالج أنفك يا صديقي!
وقد اتهمني ((بعضهم)) بالإسهاب في وصف ملامح وانفعالات
الشخصيات في كتاباتي، دون الإسهاب في وصف البيئة، من أرائك وسُرُر وبُسٌط، ونحو
ذلك... وقال إن ذلك عيب في كتاباتي.
وطالبني أن أنحو نحو الماجن غير المحفوظ، وهو يصف رجلا،
وعليك أن تتحلى بالصبر وسعة المرارة حتى أنتهي من وصفه رجلا، استقل الترام رقم 15،
ثم هبط منه واستقل الترام رقم 19 ثم انتهى إلى ميدان الأزهر، وعبر عطفة ضيقة، حيث
رأى عن كثب العمارات الجديدة تمتد ذات اليمين وذات الشمال، تفصل بينها طرقات
وممرات لا تحصى... وشاهد فيما حوله مقاهي عامرة ودكاكين متباينة، ما بين دكان
طعمية ودكان تحف وجواهر، ورأى تيارات من الخلق لا تنقطع، ما بين معمم ومطربش
ومقبع.... (ثم يسأل بوابا عن العمارة رقم 7، فقال البواب):
لعلك تسأل عن الشقة رقم 12 التي سكنت اليوم؟ انظر إلى
هذا الممر، سر به إلى ثاني عطفة على يمينك فتصير في شارع إبراهيم باشا، ثم إلى
ثالث باب إلى يسارك فتجد العمارة رقم 7.
...كان الشارع طويلا في ضيق، تقوم على جانبيه عمارات
مربعة القوائم، تصل بينها ممرات جانبية تقاطع الشارع الأصلي، وتزحم جوانب الممرات
والشارع نفسه بالحوانيت؛ فحانوت ساعاتي وخطاط وآخر للشاي ورابع للسجاد وخماس رفاء
وسادس للتحف وسابع وثامن إلخ إلخ.... أ.هـ.
صدقني لم تحتمل (مرارتي) الاستمرار في القراءة أو النقل!
لا أنكر أن لهذا (الكاتب) لغة جيدة، إلا إنه ليس معيارا
لجودة الكتابة، ولا لأسلوبها.
قد يبدو ذلك حسنا عند بعض القراء والنقاد، لكن مما لا
ريب فيه عند الذوق السليم، أن هذا الإسهاب ممجوج، ولا يقبل إلا على مضض.
والعجيب أنه يجعل الوصف الجسدي والانفعالي للشخصية
إسهابا وإملالا!
وإذا استشهدت لصنيعي بصنيع بعض العباقرة من الأدباء
قديما وحديثا، راح يلوي عنقه ويعتصر كلماته ليخرج بمبرر لذلك!
فمرة يقول: هذه رواية حركية، ومرة هذا كاتب للأطفال!!
ومرة هذه خواطر لكاتب وليست رواية... ونحو ذلك من حجج داحضة واهنة.
ولا أقول ذلك لأثبت أنني على الحق دائما وأبدا! وكيف
أقول ذلك، وأنا أكتشف أخطاء أو ركاكة أو سوء صياغة، في كل مرة أقرأ فيها شيئا كتبته.
إنما أقول سقت ذلك لأبين كيف يغرق من ينصب نفسه ناقدا في لجة من الأهواء، فلا يصير
بها سوى قارئ أعمى، تخبطه أمواج الأهواء وعواصفها.
الخميس، 2 سبتمبر 2021
الذكاء مدعاة للفشل
الذكاء مدعاة للفشل!
الجمعة، 21 مايو 2021
معارضة في الزواج والتعدد
تراشقا بالشعر، فأردت أن
أدلي بدلوي، فقلت:
إني رأيتكمو تعارض رأيُكم
// بتعدد الزوجات أو بتفردِ
هذا يريد تعددًا
وتزودًا// ويراه ظلًا من هجيرٍ مُوقَدِ
ويظن أن بأربعٍ يقوى على
// تقوى الإله وذكرِهِ وتعبدِ
لكنها غضبت كأي بُـنَـيَّـةٍ
// وتراشقته بالقريض الأَغْيَدِ
(أَوَ قد نسى الموهومُ في
سكراتِهِ // نظريةً براقةً كالفرقدِ
فـ"تنافر الأقطاب
حين تَمَاثلا" // حق ليقرع رأسه بمهندِ)
فرأيت أن أدلي بدلوي
قائلا: // دع عنك كل تفردٍ وتعددِ
إن الزواج بعصرنا
لمَغَبَّةٌ // ومذلةٌ لـ"الآخر" المستأسدِ
ومظنةٌ للشيب في عهد
الصبا // ويقر عين الشامتين الحُسَّدِ
ومسببٌ للخَرْف، مذهبُ
الاتزا//نِ، مضخِّمٌ للكرشِ، جدُّ مُقيِّدِ
يكفيك من قولي عذاب واحد:
// إني لألعن منه ليلة مولدي
===========
القريض= الشعر
الأغيد= أكثر نعومة وأقوم
قدًّا
الفرقد= نجم
مهند= السيف
الأربعاء، 19 مايو 2021
نعمة ا لرضا
كثير
منا يتسخط لقلة المال، أو لضيق البيت أو الحال، أو لمعاناته الشديدة في تحصيل
الرزق، ونحو ذلك.
ولقد
كنتُ واحدا من هذا الكثير..
وكنت
أرى أن هذا ليس تسخطا ولا عدم رضا بالقدر، إنما هو تطلع لتحسين الوضع الاقتصادي
أو الاجتماعي، أو غير ذلك..
حتى
قدر الله سبحانه لي أن أقابل أناسا في الدرك الأسفل من الفقر...
جدران
متداعية، وفرش رثة بالية، هذا إن وجدت، وطعام لا يسد جوع فرد واحد منا، وأمراض
تطحن عظامهم وتهد قواهم..
لكن
كل ذلك لم يَفُتَّ في رضاهم وصبرهم..
كنت
تقابل أحد هؤلاء، فيقص عليك شيئا من مآسيه، حتى تحسب أن الدنيا تعانده هو خاصة وتكيد له
أينما ولى وجهه، فيكاد الحزن والقهر يقتلك، ولعل عبرات تسيل منك رغما عنك... وكل
هذا وهو يقص عليك بابتسامة رضا، ويقول لك: "الحمد لله، ده احنا احسن من غيرنا
كتير.. كل اللي يجيبه ربنا خير"
فتخرج
من عنده ذاهلا محتقرا نفسك!
أنت
الذي تغضب وتسب وتلعن حينما تقل سرعة الإنترنت، أو تشعر أنك أفقر البشر قاطبة حينما
يمر عليك عيد الأضحى دون شراء ملابس جديدة، غير التي اشتريتها في عيد الفطر، أو
تتسخط لمنزلك ذي الستين مترا، أو لفراشك الذي لم تجدده منذ بضعة أعوام، أو، أو،
أو....
وحينها
تتمنى أن تدفع كل ما تملك، حتى ملابسك، وأن يرزقك الله رضا كرضا هؤلاء.
ثم
يصادفك حديث في البخاري وغيره، أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم "ما ترى
في الصلاة في الثوب الواحد؟، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام "أوَكُلُّكُمْ
يجد ثوبين!" فالناس لرقة حالهم وقلة مالهم لا يكاد تجد أحدا يملك ثوبين!
وفي
الحديث الآخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر النساء كلهن أن يخرجن لصلاة
العيد، فقالت له أم عطية رضي الله عنها "إحدانا لا يكون لها جلباب" فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم "لتلبسها أختها -وفي رواية جارتها- من
جلبابها" يعني من الزائد عنها من الملابس.
فانظر
كيف كان حال القوم حينها من قلة ذات اليد، ثم لا تجد أحدهم يتأفف حتى.
ونحن
-على ما نحن فيه من السعة- صار كل تفكيرنا يدور فقط حول المال والمادة فحسب. ولذلك حق علينا قول المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم: "من كانت
الدنيا همَّه جعل اللهُ فقرَه بين عينَيه، وفرَّق عليه شملَه، ولم يأتِه من الدنيا
إلا ما قُدِّرَ له" وقول الفاروق عمر رضي الله عنه "ما كانت الدنيا هم
أحد قط إلا لزم قلبه أربع خصال: فقر لا يدرك غناه، وهمٌّ لا ينقضي مداه، وشغل لا
ينفد أولاه، وأمل لا يبلغ منتهاه".
فاللهم
ارزقنا الرضا بالقضا، وارض عنا وعملنا وطهر قلوبنا.
مشاركة مميزة
العنكبوت النونو
ما زال شغفي قويا بتصوير أشياء مثل هذه.. أجد لذة عجيبة في ذلك.. لذةً تتجدد كلما عدت أتطلع إلى ما صنعت..