يُعَذّبني في كل
يوم، ويَعْذُبُ // وأنَّى لعيني النومُ، والنومُ يَعْزُبُ
كثيرٌ حديث
القلب عنه صبابةً // وحِبي قليلٌ وصلُهُ والتقربُ
قليلٌ، وإن دام
الحديث لياليًا // فلا العينُ تسلاهُ، ولا الأُذْنُ تَنصَبُ
ولا القلبُ يهوى
غيرَ خَفْقٍ بذكره // ولا العقلُ في ذاك التذكر يتعبُ
وقد كنت ذا
حزمٍ، وعقلٍ، وخبرةٍ // ومني جميع الناس رأييَ تَطلبُ
بعيدًا -كبعد
المشرقين- عن الهوى // فلا الحب أدنيه، ولا العشق يقربُ
وقلت قديما قولة
في قصيدة // وصارت على الأسماع تُروَى، فتجذبُ:
"سواي
الهوى في قلبه يتلعب // وغيري به اللذات تلهو وتلعبُ
ولست أنا ممن
يميل فؤاده // إلى أي حسناءٍ فأهوى وأُعجبُ
يظل فؤاد المرء
في العشق مولعا // صبيا غريرا، وهْو في السن أشيبُ"
ولكنني قد صرتُ
غِرًّا بعشقه // أسيرًا له. والرِّقُّ منه مُحبَّبُ
وأذهبَ عني كل
حزم وحكمة // وراح بقلبي -عابثا- يتلعبُ
ووالله لو يدري
عذابي وصبوتي // لرق، وأجرى دمعه يتصببُ
وما اسطاع هجرًا
أو فراقًا بلحظة // وراح إلى رؤياي يصبو ويدأبُ
فإني أبيت الليل
أشكو فراقه // بدمع كماء المزن، بل هو أصيَبُ
أناجيه في
الخلْوات حتى كأنه // نديمي. فإن أدنو؛ فمنيَ يهربُ
وكم ليلة ناجيت
فيها نجومها // فرقت لحالي، واعتراها تعجبُ
"لكم مرة
قد بات يسهر عاشق // يناجينا فنصغي، ويشكو فنَعجبُ
ولكن لعمر الله
ما ثم عاشق // كمثلك مجنون، وصَبٌّ معذبُ"
نعم. أنا
مجنونٌ، وصبٌّ معذبٌ // وما الصب إلا بالوصالِ يُطَبَّبُ
فداوِ فؤادي
بالوصال، ولا تغب // فبعدك يصليني بنار تلهّبُ
لسوف تظل
-الدهرَ- تسكن أضلعي // وطيفك في عينيّ ثاوٍ مُطنَّبُ
ويبقى فؤادي
طيلة الدهر مخلصا// وروحي ستبقى أينما أنت تذهبُ
رابط القصيدة على صفحتي هـــنـــا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق