لم تُروَ أرض
بأزكى من دماء أبنائها..
ولم تعلُ
راية على أشرف من أكتاف الرجال المخلصين..
ولم يخشَ
أعداؤنا من شيء كخشيتهم من أبطالنا الذين حرصوا على الموت حرص غيرهم على الحياة..
وخلف كل
هؤلاء، تقف امرأة صامدة..
تستعر في
صدرها نيران الألم والفخر..
إنها
"أم الشهيد".
كعادتها
أمي..
بصت من
الشباك بتستنى رجوعي..
واتذكرِت..
لما ابقى جاي
من السفر..
من فرحتي
تنزل دموعي..
كانت تاخدني
ف حضنها..
وتضمني
وأضمها..
ودموعها على
صدري تسيل..
ودموعي تغسل
شعرها..
***
فضلِت بتستنى
وطال الإنتظار..
لحد ما فات
النهار..
ولحد ماجالها
الخبر..
"ابنك
حبيبك مش هيرجع م السفر..
ابنك لقى أرض
الوطن شرقانة محتاجة المطر..
ومفيش ولا
نقطة مطر..
دِبِل الورق
فوق الشجر..
ومفيش ولا
نقطة مطر..
ومكنش ممكن
ينتظر..
راح البطل من
دمه يرويها..
دمه جري على
أرضها فرحان، بيحييها..
وهمس لها
بكلمة: "بحبك"..
ومكنش قالها
لحد قبلك..
***
دم البطل مش
راح يضيع أبدا هدر..
دمه جري يسقي
الشجر..
طرح الشجر
أجمل ثمر..
حرية كانت من
سنين..
وعدالة
محبوسة ف سجون..
وحق مخروس
اللسان..
ممنوع يقول
حتى الأنين..
دم البطل لما
جري شق الصخور..
قتل العقارب
في الجحور..
هربت كلاب
الغدر..
دِبلت فروع
الشر..
نشفت بحور
المر..
***
يا ام
البطل.. إياكي مرة تحزني..
ابنك مع
الرحمن ف جنة وحور..
وملايكة
خُدّامه، وهنا وسرور..
ابنك بدأ
مشوار وسابنا نكمّله..
لو دمنا هوة
التمن راح نبذله..
والخوف ده
لازم نقتله..
لا هنرضى
نبقى عبيد..
ولا فوق
دماغنا سيد..
مين يأبى
يبقى شهيد..
عرش الكريم
ضلله؟؟!!
*****
رابط القصيدة على صفحتي هـــنـــا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق