أنا لست التقيَّ العبقريَّ // ولست بماجنٍ نذلٍ مخادعْ

وأبعد ما أكون عن الغرورِ // وأبعد ما أكون عن التواضعْ

إذا رُمْتَ انتقادًا لي فصارحْ // ودعك من التخفي والبراقعْ


آخر المواضيع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 10 نوفمبر 2021

5:07 م

الفرق بين الذوق والقاعدة

 

من كتاب النقد الأدبي لأحمد أمين

في عالم الجمال والأدب، هناك أذواق، وهناك قواعد.

فمثلا: لكل من الياسمين والفل رائحة عطرة جميلة. يمكن اعتبار هذا كقاعدة.

لكن هناك من يفضل الياسمين على الفل، أو العكس.. فهذا ذوق.

لكن أن تدعي أن لإحدى الزهرتين رائحة منفرة أو سيئة، فهذا مرض. عالج أنفك يا صديقي!

وقد اتهمني ((بعضهم)) بالإسهاب في وصف ملامح وانفعالات الشخصيات في كتاباتي، دون الإسهاب في وصف البيئة، من أرائك وسُرُر وبُسٌط، ونحو ذلك... وقال إن ذلك عيب في كتاباتي.

وطالبني أن أنحو نحو الماجن غير المحفوظ، وهو يصف رجلا، وعليك أن تتحلى بالصبر وسعة المرارة حتى أنتهي من وصفه رجلا، استقل الترام رقم 15، ثم هبط منه واستقل الترام رقم 19 ثم انتهى إلى ميدان الأزهر، وعبر عطفة ضيقة، حيث رأى عن كثب العمارات الجديدة تمتد ذات اليمين وذات الشمال، تفصل بينها طرقات وممرات لا تحصى... وشاهد فيما حوله مقاهي عامرة ودكاكين متباينة، ما بين دكان طعمية ودكان تحف وجواهر، ورأى تيارات من الخلق لا تنقطع، ما بين معمم ومطربش ومقبع.... (ثم يسأل بوابا عن العمارة رقم 7، فقال البواب):

لعلك تسأل عن الشقة رقم 12 التي سكنت اليوم؟ انظر إلى هذا الممر، سر به إلى ثاني عطفة على يمينك فتصير في شارع إبراهيم باشا، ثم إلى ثالث باب إلى يسارك فتجد العمارة رقم 7.

...كان الشارع طويلا في ضيق، تقوم على جانبيه عمارات مربعة القوائم، تصل بينها ممرات جانبية تقاطع الشارع الأصلي، وتزحم جوانب الممرات والشارع نفسه بالحوانيت؛ فحانوت ساعاتي وخطاط وآخر للشاي ورابع للسجاد وخماس رفاء وسادس للتحف وسابع وثامن إلخ إلخ.... أ.هـ.

صدقني لم تحتمل (مرارتي) الاستمرار في القراءة أو النقل!

لا أنكر أن لهذا (الكاتب) لغة جيدة، إلا إنه ليس معيارا لجودة الكتابة، ولا لأسلوبها.

قد يبدو ذلك حسنا عند بعض القراء والنقاد، لكن مما لا ريب فيه عند الذوق السليم، أن هذا الإسهاب ممجوج، ولا يقبل إلا على مضض.

والعجيب أنه يجعل الوصف الجسدي والانفعالي للشخصية إسهابا وإملالا!

وإذا استشهدت لصنيعي بصنيع بعض العباقرة من الأدباء قديما وحديثا، راح يلوي عنقه ويعتصر كلماته ليخرج بمبرر لذلك!

فمرة يقول: هذه رواية حركية، ومرة هذا كاتب للأطفال!! ومرة هذه خواطر لكاتب وليست رواية... ونحو ذلك من حجج داحضة واهنة.

ولا أقول ذلك لأثبت أنني على الحق دائما وأبدا! وكيف أقول ذلك، وأنا أكتشف أخطاء أو ركاكة أو سوء صياغة، في كل مرة أقرأ فيها شيئا كتبته. إنما أقول سقت ذلك لأبين كيف يغرق من ينصب نفسه ناقدا في لجة من الأهواء، فلا يصير بها سوى قارئ أعمى، تخبطه أمواج الأهواء وعواصفها.

الأربعاء، 28 أكتوبر 2020

10:10 م

إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم

"الهجوم خير وسيلة للدفاع"

جملة نسمعها كثيرا في سياقات الحرب والقتال.

ولكنها تعد مبدأً ناجعا جدا في الحياة ذاتها، وفي المساجلات والمناظرات.

وهي أيضا تعبر عن قوتك وقوة حجتك.

فانشغالك بالدفاع عن نفسك أو قضيتك، أو أيا كان ما تدافع عنه، سيترك مساحة رحبة لخصمك يهاجمك منها، وسيظهرك أيضا في موقف الضعيف.

ولا أظن قويا معتزا بنفسه وبما يدافع عنه يظل متخذا موقف الدفاع هذا.

فلو تصورنا أن عاهرا سخرت من امرأة شريفة لكونها قصرت في شيء من زيها، لا نظن أبدا أن الموقف الصحيح أن ندافع عن تقصير هذه الشريفة، تاركين عهر العاهرة بلا هجوم شديد.

وهذا ما يمتعض له المرء ويشمئز.. فأولئك الخانعون في عقيدتهم ودفاعهم عن الإسلام، تشعر في دفاعهم وكأنهم مذنبون مقرون بجريمتهم!

وهذا لا يسمى إلا خور وضعة. فرسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء في بيئة تأكل الميتة وتدمن شرب الخمر وتأكل الربا وتعبد مئات الأصنام، إلى غير ذلك كثير من الجرائم، ولكنه لم يداهن في عقيدته، ولم يُعرِض عن شيء منها ابتغاء مرضاة الكفار أو لتهوين الأمر عليهم كما يدعي هؤلاء الخانعون.

وبعد.. فما جرى من سبٍّ لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم ذبح السابّ، ليس تطرفا كما يدعيه الجهلة الأغمار من أسافل القوم وحثالتهم، إنما هو من الدين، لا ريب في ذلك.

وقد نقل الأجماع غير واحد من أئمة وعلماء المسلمين على وجوب قتل من سب الرسول صلى الله عليه وسلم، سواء كان مسلما أو كافرا، معاهدا أم حربيا. وجمهور أهل العلم على أنه لا يُدرأ هذا الحد بالتوبة، أي إن قال: تبتُ ولن أعود، فلا يسقط عنه الحد. بل لقد حكى كثير من أهل العلم الإجماع على ذلك، وقد نص عليه الأئمة: مالك والشافعي وأحمد: أنه يقتل ولا يستتاب.

أما عن إقامة آحاد المسلمين هذا الحد؛ فقد جاء غير حديث بذلك، منها: حديث الصحابي الذي قتل جاريته لأنها كانت تسب النبي صلى الله عليه وسلم، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه ذلك: "ألا فاشهدوا أن دمها هدر" أي لا قصاص فيه.[1]

وكذلك قصة الصحابي الذي خنق اليهودية حتى ماتت لأنها كانت تسب النبي صلى الله عليه وسلم[2]، ولم يلمه النبي صلى الله عليه وسلم أيضا على ذلك.

وإن كان بعض أهل العلم ذهب أنها قصة واحدة، وأن النقولات اختلفت في كيف قُتلت.

ولو كنت مزيّفا لاكتفيت بهذين الحديثين، مدعيا كفايتهما الدلالية على جواز ذلك، إلا إن الأمانة تقتضي أن أنقل هنا أن جمهور أهل العلم قالوا بعدم جواز ذلك، إي إقامة آحاد الناس لحد من الحدود، وإن كان قتل ساب الرسول صلى الله عليه وسلم. وبعضهم أوّل ما فعله الرسول بأن للإمام العفوَ عمن أقام حدا مكانه دون إذنه، إن رأى ذلك.

وخلاصة الأمر: أن من جرى الإسلامُ في عروقه لم يهدأ له جانب ولم يغمض له جفن ورسول الله صلى الله عليه وسلم يهان أو يسب!

وأن فعل الشاب المسلم ليس مما يُبرر أو يُــعْــتَـــذَر له، بل حري أن نفخر به. وليس هو بعيدا عن الإسلام، بل له وجه قوي لذلك.

والسلام على من اتبع الهدى.





[1]- رواه أبو داوود (4361) وغيره، وصححه الحاكم والألباني.

[2]- جاء من طرق عديدة عن غير واحد من الصحابة، فيُحَسَّن بمجموع طرقه. والقصة عند أبي داوود (4362) وابن سعد في الطبقات الكبرى (4 / 210)، وغيرهما.

الثلاثاء، 21 يوليو 2020

5:23 ص

الحرب على الثوابت

لا تقوم الحروب إلا بخطط. وعلى قدر كفاءة الخطة وكفاءة الجنود تكون الغلبة، بعد توفيق الله سبحانه.
وأغلب خطط الحرب تدور على أمرين أساسيين:
·                          إما مهاجمة أضعف النقاط، ومنها يهجم الجيش على بقية جند العدو من خلفهم، فيباغتهم ويمزقهم شر ممزق.

مشاركة مميزة

العنكبوت النونو

  ما زال شغفي قويا بتصوير أشياء مثل هذه.. أجد لذة عجيبة في ذلك.. لذةً تتجدد كلما عدت أتطلع إلى ما صنعت..  

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *