أنا لست التقيَّ العبقريَّ // ولست بماجنٍ نذلٍ مخادعْ

وأبعد ما أكون عن الغرورِ // وأبعد ما أكون عن التواضعْ

إذا رُمْتَ انتقادًا لي فصارحْ // ودعك من التخفي والبراقعْ


آخر المواضيع

الثلاثاء، 21 يوليو 2020

الحرب على الثوابت

لا تقوم الحروب إلا بخطط. وعلى قدر كفاءة الخطة وكفاءة الجنود تكون الغلبة، بعد توفيق الله سبحانه.
وأغلب خطط الحرب تدور على أمرين أساسيين:
·                          إما مهاجمة أضعف النقاط، ومنها يهجم الجيش على بقية جند العدو من خلفهم، فيباغتهم ويمزقهم شر ممزق.


·                          أو مهاجمة رمز العدو وأقوى النقاط فيه، فبسقوطه يسقط بقية الجند وتقتلهم الهزيمة النفسية قبل سيوف أعدائهم.
ولا فرق بين حروب السيوف والآلات، وبين الحروب المعنوية.
وأعداؤنا يتخذون معنا كلتا الطريقتين؛ فيهجمون على أضعف النقاط من شهوات دونية، ويهجمون كذلك على الرموز.. فإن سقطت، سهُل إسقاط ما دونها.
ومن الصنف الأخير هجومهم على الأصول الكبرى للدين: كهجومهم على الصحابة ورميهم بالكذب والغش والخيانة والخديعة... ونحو ذلك من صفات لا تليق بهؤلاء السادة الأكابر رضي الله عنهم أجمعين. ومن بالغ الأسى أن بعض ذلك مسطور في كتب الأزهر في المرحلة الثانوية وفي بعض الكليات. وكان الأحرى بهذا الصرح الشامخ أن يكون حصنا للدين، لا ثغرةً يُدخل منها إلى الدين.
وأيضا كهجومهم على صحيح الإمام البخاري. فلم يكن هجومهم على مسند الإمام أحمد، مثلا، أو سنن ابن ماجه؛ لعلمهم أنه إذا سقط صحيح البخاري- سقط البقية بالتبع ومن باب أولى.
وفي الآونة الأخيرة، وبعد هلاك إحدى السحاقيات الملحدات، اشتد الفجرة بالدفاع عنها.
وليس ذلك عجيبا البتة؛ فهذا نتاج عمل دؤوب من أعداء الإسلام لعقود وعقود.
والأمر لا يحتاج إلى كبير توضيح ولا إلى كثير أدلة؛ فمن لم يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنه حق وأن النار حق، وأن القرآن كلامُ الله، حق لا نقص فيه ولا زيادة ولا يوجد حرف منه واحد خفي عند أحد- فليس بمسلم أصلا.
وعليه، فمن نفى الألوهية مطلقا، أو زعم أن مع الله إلها آخر، أو نسب إليه -سبحانه- ما لا يليق به كالولد والزوجة والضعف ونحو ذلك، أو كذب بالرسول، أو كذب بالقرآن، أو سخر من شيء من ذلك- فقد كفر بالإسلام.
وهذا أمر لا مرية فيه ولا ريب.
وهؤلاء الأغبياء الجهال إنما يشغبون علينا بمزج أمرين لا مازج بينهما: مسمى الكفر، وقتل الكافر. وهما أمران بيّنان.
ففرق بين أن يُقال "من كذب بشيء من القرآن فقد كفر" وأن يُسمى فاعل ذلك كافرا مطلقا؛ لأنه لا يعيَّن بالكفر -أي لا يطلق اسم الكفر على شخص بعينه- إلا بوجود شروط وانتفاء موانع. وهذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة منذ أن أكمل الله تعالى لنا دينه وأتم علينا نعمته ورضي لنا دين الإسلام دينا.
وأيضا، فإنه لا يترتب على إلقاء اسم الكفر على أحد وجوبُ -أو جواز- قتله. فإن لذلك شروطا موضحة في كتب الفقه. ولا يحق لغير السلطان قتله في الصحيح من مذاهب أهل السنة. على تفصيل في كتب الفقه كذلك.
وبعد، فإن هذه الفتن التي تموج كموج البحر داعٍ قوي لكل مسلم أن يتفقه في دينه، وأن يحصّن نفسه بمعرفة العقيدة الصحيحة، وأن يستمسك بالعروة الوثقى، وأن يتذلل ويتزلف إلى الله عز وجل أن يريه الحق حقا واضحا جليا وأن يرزقه اتباعه، وأن يريه الباطل باطلا واضحا جليا وأن يرزقه اجتنابه، وألا يجعلهما ملتبسين عليه فيضل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

العنكبوت النونو

  ما زال شغفي قويا بتصوير أشياء مثل هذه.. أجد لذة عجيبة في ذلك.. لذةً تتجدد كلما عدت أتطلع إلى ما صنعت..  

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *