مرّ عام..
ثم عام.. ثم عام..
وكل عام يمر كأنه ألف عام..
وكأنه أيضا طرفة عين..
ليس جزعا ولا اعتراضا على قدر الله..
{إنما أشكو بثي وحزني إلى الله}
غير أني أردت أن أبث شيئا من وجدي وجواي ولوعتي...
ذَهَبَتْ وخَلَّفَت الجروحَ وراها //
والتُّرْبُ –بعد البيتِ- قد واراها
فالنفسُ جازعةٌ لبَيْنِ حبيبةٍ // والدمعُ
مُهْراقٌ يبل ثراها
والقلب مفجوعٌ، فكل مصيبةٍ // هي أهونُ
الأحداثِ بعد كَرَاها
والعينُ تَفديها بكل نفيسةٍ // حتى تعودَ
للحظةٍ= فتراها
والعقل جُن فما يصدق بَيْنَها // قد ظن أن
اللهَ قد بَرَّاها
لكنَّ ذلك حكمةٌ من ربنا // وعلى جميعِ
الخلقِ قد أجراها
ما زال في أذني يُردَّدُ صوتُها // وكأنها
لم تُمْسِ في أُخْراها
فأصيح: "هذا صوتها، هي لم تمت" //
وأدور في الحجرات خلف نداها
وأرى خيال حبيبتي قد طاف بي // وأشم في
الأرجاء فوح شذاها
هذي عباءتها، وهذا نعلها، // ولحافها هذا،
وذا مدراها
*****
ألمٌ لجرحٍ غير مندملٍ، فلا // يبرا بغير
رقاتها بيداها
ألمٌ لدمعٍ لم يجف للوعةٍ // واهًا على بين
الحبيبة. واها
آهٍ على أيامها الغر انقضت // وتبدلت بُهمًا
بلا لقياها
من غيرها سيضمني في صدره // من يمسح الدمع
الثخين سواها
من بعدها سيظل يبكي ليلةً // متبتلًا،
متضرعًا، أواها
متألمًا أني أصبت بوعكةٍ // لو كان طبي
عينَه= أعطاها
ومدثري بلحاظِهِ وفؤادِهِ // ومشاعرٍ
-بالله- ما أسماها
ودموعيَ الحَرَّى لِوجْدٍ أو جَوى // سيكون
فوق خدوده مجراها
مَن ذا تكون سعادتي هي همَّهُ // مِن غير ما
مَنٍّ، ولا يتباهى
*****
قد علمتني أن ديني مهجتي // وعقيدتي لا
تُنقَضنَّ عراها
ودمي يُراق ولا تُمس شريعتي // أو يُغصَبنَّ
من البلاد ثراها
والرفقَ في وقت اللقا لمذلةٌ // كالبطش في
وقت التقى.. أشباها
كانت تؤدبني على حسن القِرى // ما كان
يُقْري "حاتمٌ" كقِراها
كانت تقص عليّ سيرة الانبيا // وتقول:
جِدَّ.. ولا تكن نَزّاها
فالمجد لن تُهداه ظلًا وافرًا // وتكاسلًا،
وتنعمًا، ورفاها
وجنان ربك لا تنال براحةٍ // هي سلعة
الرحمن. ما أغلاها
وكن الحيِـيَّ، ولا تكن متفحشًا // وعن
البذائة والخنا فتناهى
وارفق بخلق الله، لا تك قاسيًا // ولرأي
غيرك لا تكن سَفّاها
واصحب عَقولًا.. عابدًا.. متعلمًا.. //
متبتلًا. لا تصحبنَّ سِفاها
*****
"يا ويح قلبي ما خلا من قسوةٍ" //
رقت جوانحه لها فرثاها
فالهمُّ يودي بالرجال، ويُذهب الـ//ـلبَّ
الحكيمَ، ويُـخرس الأفواها
يا رب هب لي من لدنك سكينةً // وارفق بقلبٍ
لم يزل ينعاها
واغفر لها، واقبل لها صلواتِها // وصيامَها،
وزكاتَها، ودعاها
ودموعَها السحاءَ ترجو جنةً // فاكتب لها من
ذي الجنان علاها
وقِهَا عذابك يا رحيم، فإنها // لم تقوَ
مسًّا منه في دنياها
يا رب ما تاقت لصحة عينها // إلا لتتلو
آيةً، وتراها
يا رب واكتبها من الشهداء، واجـ//ـعلْ داءها
طهرًا لها وزكاها
وافرش لها في القبر نعمى أعين // واجعل لها
الرحمات حشو رداها
رابط القصيدة على صفحتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق