أنا لست التقيَّ العبقريَّ // ولست بماجنٍ نذلٍ مخادعْ

وأبعد ما أكون عن الغرورِ // وأبعد ما أكون عن التواضعْ

إذا رُمْتَ انتقادًا لي فصارحْ // ودعك من التخفي والبراقعْ


آخر المواضيع

الجمعة، 27 مارس 2020

ريان يا فجل



"ريان يا فجل"
تتردد هذه الكلمة في ذهني كثيرًا.
آها..
نسيت أن أعرفكم أولا بنفسي!
اسمي أسامة سيف الدين سمير. خريج كلية دار العلوم. حاصل على درجة التخصص (الماجستير) في النقد الأدبي.
ومأساتي في حياتي كلها تدور حول هذا المثل..
"ريان يا فجل"!
أولى ذكرياتي مع هذا المثل ما حدث لي في الفرقة الثانية من الكلية. فقد حباني الله بذاكرة قوية للغاية. ولأن موهبة الشعر قد بزغت عندي مبكرًا؛ فقد انصب غالب اهتمامي بقراءة دواوين الشعر، وكتب النقد، والأدب، وكتب العربية بشكل عام.
لذا وأنا في الفرقة الثانية وجدت (الدكتور) يذكر شعرًا للفرزدق وينسبه للمتنبي، ويبني عليه الدرس. في كتابه وفي المحاضرة كذلك. فبعثت إليه بورقة صغيرة أوضح له ما قد وقع منه من خطأ.
وعلى الرغم من الكلمات المهذبات التي انتقيتها بعناية، بعيدًا عن الكبر والغرور، بل بتفخيم (الدكتور)= إلا أنه هاج وماج، وأرغى وأزبد، و{أخذته العزة بالإثم}. وصاح صارخا:
-مين الـ.... اللي بعت الورقة دي؟
ترددت قليلا، ولكني حسمت أمري في النهاية؛ لئلا يزيد سخطه عليّ. و....
وحُرمتُ عامًا من الدراسة.
وتحطم أملي في أن أكون محاضرًا في الكلية.
وظللت أبتهل إلى الله عز وجل وأدعو على هذا الظلّام!
وبنظرة غاضبة قرأت كتاب هذا الظلوم وأخرجت فيه ما يربو على المائة خطأ. ما بين خطأ فادح، وآخر يسير.
ثم وضعت بحثي هذا -في مناقشة أخطاء هذا المأفون- على منتدى على الشبكة العنكبوتية.
ولأنه (دكتور) وأنا شاب مغمور؛ فقد قوبل بحثي بالاستهجان.
"ريان يا فجل"!
ثم بعد فراغي من الكلية حاولت أن ألتحق بقسم الدراسات العليا.
وبمعجزة قُبلت..
ثم جاء دور رسالة التخصص (الماجستير)..
تقدمت بخطة البحث..
ثم كان من لجنة القبول أحد أصدقاء ذلك المأفون الذي حرمني عامًا كاملًا من الدراسة.
لم يُرفض بحثي هذه المرة..
بل إنه، وبمنتهى السلاسة، ولأننا في (مصر)= فقد أخذ البحثَ كاملًا وأبدل به بحثًا آخر لابن صديقه الذي ظلمني أولًا!!
ثم رفض البحث!!
"ريان يا فجل"!
حاولت أن أقاضيه، وأن أسترد حقي..
ولكن هيهات..
فكيف بـ(دكتور) جامعة (قد الدنيا) أن يفعل هذه الفعلة الدنيئة؟؟!!!
حتى أمي لم تصدق هذه القصة؛ لأنها تعيش زمانًا تظن فيه المثل العليا في (البهوات) المثقفين!
وتلك مرارة لم تعدلها مرارة قط! :(
جاهدت مرة أخرى، ولكن هذه المرة في كلية الآداب. ومنّ الله تعالى عليّ بقبول البحث هذه المرة. وقُبلت رسالة التخصص (الماجستير) بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف.
في هذه الأثناء كنت أؤلف قصصًا، وأنظم شعرًا..
أحد دواويني قدم له أحد أكبر علماء اللغة في عصرنا، وأيضًا عضو بمجمع اللغة العربية. وأثنى عليه أيما ثناء.
وعلى الرغم من ذلك، لم أستطع أن أربح مليمًا من أعمالي الأدبية.
وفي نفس الوقت، يسرق شاعر مشهور إحدى قصيداتي، ويغير فيها الشيء اليسير، ثم ينسبها لنفسه! والقصيدة كانت موجودة على حسابي بالـ(فيس بوك). وأمام المحكمة لم يكن ذلك دليلًا كافيًا لإثبات أنها قصيدتي! وكان من حيثيات الحكم أنه "كيف بشاعر مشهور مثل (....) أن يسرق عملا لشاعر مغمور مثلي؟"
كالعادة: "ريان يا فجل"!
*****
"مسكين! هذا آخر شيء كتبه"
قالها (عماد) صديق (أسامة)، من بين دموعه الغزيرة، وهو بين أصدقائه.
ثم أردف قائلا:
"أسامة لم يحتمل الصدمة. جاءه اتصال المحامي يعلمه بحكم المحكمة في قضيته ضد الشاعر (...). فكتب هذه الكلمات، ثم مات على مكتبه.
وبزفرة حملة كل الأسى والحزن، والسخط أيضًا قال (عماد):
"رياااااااااان يا فجل"!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

العنكبوت النونو

  ما زال شغفي قويا بتصوير أشياء مثل هذه.. أجد لذة عجيبة في ذلك.. لذةً تتجدد كلما عدت أتطلع إلى ما صنعت..  

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *