أنا لست التقيَّ العبقريَّ // ولست بماجنٍ نذلٍ مخادعْ

وأبعد ما أكون عن الغرورِ // وأبعد ما أكون عن التواضعْ

إذا رُمْتَ انتقادًا لي فصارحْ // ودعك من التخفي والبراقعْ


آخر المواضيع

الاثنين، 18 مايو 2020

هل حقيقي "من جدّ وجد"؟


لم يُذهلْني قط أن أجد كثيرًا من العامة يرددون أقوالًا ((أعجميةً)) على ثقافتنا، كقولهم "ما دمت تمتلك الإرادة فستحقق هدفك ولابد"!!
وذلك قد ينفع وينجع في رفع المعنويات المنخفضة، والنفسيات المحبطة.

لكن مما أذهلني جدا أن أجد بعضًا ممن يزعم أنه قارئ، أو أنه طالب علم شرعي- يردد تلك التُرَّهات!!
وحاصل الأمر: أن الأمر كله لله، وأن علينا البدايات وعليه التمام (كما قيل).
وأنه يجب على المسلم أمران متلازمان:
·     أن يبذل كل ما في وسعه.
·     وأن يعلم علم اليقين أن أعماله (سبب) فحسب، ولا يلزم أن تحصل النتيجة المتوقعة؛ فالأمر كله لله.
والأمر شرعا وعقلا واضح جلي، لم أكن أظن أبدًا أن يخفى على أحد ممن له تدبر في أمور الدنيا، أو الشرع!!
والأدلة على ذلك من حياة الناس لا تحصى عددا، فضلا عن الأدلة الشرعية..
فكم من رجل سعى واجتهد لتحصيل هدف، ثم لم يقدِّر له الله أن يبلغ مراده!
وفي حياة كل منا كثير من هذه الأمثلة.
ثم من الشرع؛ فحسبُك الأنبياءُ الذين لم يؤمن معهم أحد، أو لم يؤمن معهم إلا قليل.. ناهيك عن الأنبياء الذين قُتِلوا!
فقد أخرج البخاري رحمه الله من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: خرج علينا النبي r يوما فقال: عُرضت علي الأمم، فجعل يمر النبي معه الرجل والنبي معه الرجلان والنبي معه الرهط والنبي ليس معه أحد...".
فالأنبياء أمثلة حية على الاجتهاد في طلب هداية الخلق، والأخذ بكل الأسباب الممكنة، بل إن من يشك في إخلاصهم وبذلهم وأخذهم بالأسباب- فليراجع إيمانه! ولكنّ الله لم يقدر الهداية (وهي مرادهم) لكثير من أممهم.
والأمثلة على ذلك أكثر من أن تُحصَى.
وكم يعطي الله عز وجل المرءَ بلا كسب، وكم يقدر عليه خلاف ذلك مع جده وتعبه!
ولعل ذلك ليربي -سبحانه- عباده لتتعلق قلوبهم به وحده، لا بالأسباب.. وأنه -عز وجل- هو المصرّف للأمور.
الأمر لا علاقة له بالتفاؤل أو التشاؤم، ولا بالجِد أو بالتكاسل.. إنما هو شرعي وعقلي صِرْف.
فتدبروا يرحمكم الله!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

العنكبوت النونو

  ما زال شغفي قويا بتصوير أشياء مثل هذه.. أجد لذة عجيبة في ذلك.. لذةً تتجدد كلما عدت أتطلع إلى ما صنعت..  

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *