أنا لست التقيَّ العبقريَّ // ولست بماجنٍ نذلٍ مخادعْ

وأبعد ما أكون عن الغرورِ // وأبعد ما أكون عن التواضعْ

إذا رُمْتَ انتقادًا لي فصارحْ // ودعك من التخفي والبراقعْ


آخر المواضيع

الأحد، 5 يوليو 2020

ثمار الضعف

من منا لم يحلم بالقوة؟
بعضنا حتى قد حلم بالقوة المطلقة.
وحلم القوة هذا نابع من ضعفنا..
بل يمكنني القول أنه لا يحلم بالقوة سوى الضعفاء..
وكلنا ضعفاء!
فلمَ يحلم القوي بالقوة وهو يمتلكها؟!!
ولعل قائلا يقول: إن القوي يحلم بالمزيد من القوة!
وهذا يؤيد قولي أكثر؛ لأن الضعف الذي عنيته ليس ضعف الجسد فحسب، بل كل أنواع الضعف، وأولهم وأهمهم: الضعف النفسي!


الأبطال الخارقون الذين قرأنا عنهم في بعض القصص، أو رأيناهم في بعض الأفلام الغربية والشرقية ليسوا سوى حالة من ضعف قد انتابت المؤلف..
ولا أبالغ مطلقا حينما أقول إنها قد تصل إلى حالة من الشعور بالقهر!
الرجل الخارق (سوبر مان).. الرجل العنكبوت (سبيدر مان).. الرجل الخفاش (بات مان)..
حتى (أدهم صبري)!
كل هؤلاء وُلدوا في عقول مؤلفيهم في فترة من الضعف أو القهر قد مروا بها..
الرجل الخارق -مثلا- نبت في عقول مؤلــفَــيه في فترة من أصعب فترات انهيار الاقتصاد الأمريكي.
(أدهم صبري) نشأ في عقل مؤلفه لأنه لم يجد بطلا أسطوريا عربيا خالصا، يحمل طباعنا وعاداتنا وعقائدنا.
وهذا معناه (العَوَز)..
*****
حياتنا هذه مليئة بأوقات الألم..
والضعف..
والانهيار..
والحزن..
واليأس..
والفقدان.....
وأمثال هذه المشاعر المؤلمة.
وفي هذه اللحظات -لحظات الضعف- قد يَــخرج الكثير منا إلى أرض أحلامه؛ ليخفف عن نفسه شيئا ما..
كي لا ينفجر ألما، أو غضبا، أو حزنا، أو..، أو...
وفي هذه اللحظات، لحظات الحلم، يحلم بشيء يُنهي أزمته..
يحلم بالمال إن كان مُعوَزا..
أو بالقوة إن كان مقهورا..
وكلٌ بحسْبِ خياله.
وأنا حينما مررت بهذه المشاعر البشعة لم أجد شيئا ينهيها من هذه الأحلام!
فكل قوة أحلم بها، أجد ما يعكر صفوها من ضعف ما!
حتى لو حلمت أن أكون (الرجل الخارق)!
فشخص مثل هذا لا يموت!
وهذا ليس حسنا على الإطلاق..
بل هو من أسوأ ما يمكن تخيله!!
فشخص مثله محرم عليه أن يحب أحدًا..
لأن الجميع سوف يموت من حوله..
سوف يرى كل أحبابه وأصدقائه وهم يموتون!
فإما أن تتبلد مشاعره، وإما أن يبقى في ألم باقٍ كبقائه!
محزن، أليس كذلك؟!
بل هو في الدرك الأسفل من الحزن!
ولكن على  رسلك..
فالأمر ليس مظلما تماما..
فشعورك بالضعف هذا ورّثك خيالا جامحا..
وهذا في حد ذاته أمر جيد جدا..
الآن تستطيع أن توجه خيالك نحو شيء جيد..
نحو تفكير سليم يقودك لحل أزمتك، أو الحد منها على الأقل..
نحو تأليف رواية..
أو ابتكار شخصية..
أو تأليف قصيدة شعر..
أو رسم لوحة..
فقط عليك أن تستغرق في حلمك ولا تُفيق منه إلا وقد نضجت فكرتك تماما..
حينها عليك أن تفيق لكي تقطف ثمار حلمك..
أو ثمار ضعفك!
كتبه: أحمد الجرواني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

العنكبوت النونو

  ما زال شغفي قويا بتصوير أشياء مثل هذه.. أجد لذة عجيبة في ذلك.. لذةً تتجدد كلما عدت أتطلع إلى ما صنعت..  

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *